الزجاج السائل Liquid Glass
إن أهمية هذا الإعلان لا تكمن فقط في حجم التغيير، بل في توقيته أيضًا. فآخر مرة شهدنا فيها تحديثًا تصميميًا بهذا الحجم كانت مع نظام iOS 7 في عام 2013، وهو التحديث الذي نقل آبل إلى عصر التصميم المسطح. واليوم، مع "الزجاج السائل"، يبدو أن آبل لا تهدف فقط إلى تحديث الواجهة، بل تسعى لوضع بصمة تصميمية جديدة وموحدة للمستقبل.
تهدف هذه التدوينة إلى استكشاف ميزة "الزجاج السائل" الجديدة بالتفصيل: كيف تبدو؟ كيف تعمل؟ وماذا تعني لمستخدمي آيفون في حياتهم اليومية؟ دعونا نغوص في أعماق هذه الثورة التصميمية القادمة.
ما هو "الزجاج السائل" (Liquid Glass)؟ ثورة تصميمية من آبل لا تشبه شيئًا رأيته من قبل!
"الزجاج السائل" ليس مجرد تأثير بصري يُضاف إلى الواجهة، بل هو "مادة برمجية رقمية جديدة كليًا" ومبتكرة، صُممت لتقليد الخصائص البصرية للزجاج الحقيقي، مع إضافة إحساس فريد بالانسيابية والمرونة. هذا يعني أننا لا نتحدث عن "تأثير زجاجي" سطحي، بل عن نظام متكامل يؤثر على مظهر الواجهة وحركتها وتفاعلها.
ومن المثير للاهتمام أن التصميم الجديد مستوحى بشكل كبير من العمق البصري والتجسيد الواقعي الذي يميز نظام visionOS، وهو نظام التشغيل الخاص بنظارة الواقع المختلط Apple Vision Pro. هذا الاستلهام يوضح استراتيجية آبل نحو توحيد تجربة المستخدم عبر أجهزتها المختلفة.
يعتمد "الزجاج السائل" في جوهره على التقدم القوي الذي أحرزته آبل في مجال الأجهزة (Hardware)، وشرائح السيليكون (silicon) المصممة خصيصًا، وتكنولوجيا رسومات الغرافيك المتقدمة. كما أنه يستخدم تقنيات (rendering) في الوقت الفعلي، مما يعني أن الواجهة لن تكون ثابتة، بل ستكون في حالة تغير وتكيف مستمر بناءً على تفاعلات المستخدم والمحتوى المعروض.
أبرز خصائص وميزات "الزجاج السائل" التي ستذهلك في iOS 26
يأتي "الزجاج السائل" محملاً بمجموعة من الخصائص المبتكرة التي تعد بتغيير الطريقة التي نرى بها ونتفاعل معها أجهزتنا. دعنا نستعرض أبرز هذه الميزات:
- العمق البصري والأبعاد المتعددة: تم تصميم الأيقونات والأدوات وعناصر النظام المختلفة باستخدام طبقات متعددة من "الزجاج السائل"، مما يضفي عليها عمقًا بصريًا لافتًا وتأثيرات ضوئية خلابة وبريقًا مميزًا.
- الشفافية والتفاعل الديناميكي العميق: لعل أبرز ما يميز "الزجاج السائل" هو الشفافية التي يضفيها على عناصر الواجهة. فالتطبيقات، والأدوات (Widgets)، والمستندات ستظهر بشكل شبه شفاف، مما يسمح للمستخدم برؤية طبقات متعددة من الشاشة في وقت واحد. هذا التأثير ليس مجرد ضبابية (blur) سطحية، بل هو مصمم ليخلق إحساسًا حقيقيًا بالعمق.
- التكيف الذكي مع المحيط والمحتوى: سيتغير لون "الزجاج السائل" بناءً على المحتوى المعروض على الشاشة، مما يخلق تناغمًا بصريًا فريدًا. كما سيتكيف بذكاء بين البيئات الفاتحة والمظلمة (Light and Dark modes). والجديد كليًا هو إمكانية ظهور أيقونات التطبيقات بمظهر "شفاف بالكامل" (All Clear)، مما يوفر مستوى جديدًا وغير مسبوق من التخصيص.
- الحركة والانسيابية التي تبث الحياة في الواجهة: يُضفي "الزجاج السائل" بُعدًا جديدًا من الحركة والانسيابية على الواجهة. فالعناصر لن تكون ثابتة، بل ستتحرك وتتشكل (morphing) داخل الشاشة بطريقة تبدو طبيعية وسلسة. على سبيل المثال، ستتحول الأزرار بانسيابية مدهشة إلى قوائم منبثقة عند الضغط عليها.
كيف سيُغير "الزجاج السائل" تجربتك اليومية مع آيفون في iOS 26؟ (بالصور والأمثلة)
التغييرات التي سيأتي بها "الزجاج السائل" لن تقتصر على المظهر العام، بل ستطال تقريبًا كل جانب من جوانب تفاعلك اليومي مع آيفون.
أ. واجهة متجددة بالكامل: من القفل إلى الأيقونات!
-
شاشة القفل (Lock Screen): سيشهد قفل الشاشة تحولًا ملحوظًا. فطريقة عرض الوقت أُعيد تصميمها لتنساب بأناقة خلف موضوع الصورة. كما ستدعم الشاشة "الخلفيات المكانية" (spatial scenes) التي تبث الحياة في الخلفيات بتأثير ثلاثي الأبعاد.
-
الشاشة الرئيسية (Home Screen): ستصبح الشاشة الرئيسية أكثر تعبيرًا وشخصية. فشريط الأيقونات السفلي (Dock)، وأيقونات التطبيقات، والأدوات (Widgets) ستُصمم جميعها بطبقات متعددة من "الزجاج السائل"، مما يضفي عليها بريقًا وتأثيرات ضوئية جذابة.
ب. عناصر تحكم وتصفح أكثر سلاسة وجمالاً وتفاعلية:
ستتأثر جميع عناصر التحكم التي نستخدمها يوميًا، مثل الأزرار، وأشرطة التمرير، بمادة "الزجاج السائل" الجديدة. كما ستحظى عناصر التصفح الرئيسية، مثل أشرطة التبويب (Tab bars)، بمظهر "زجاجي سائل" وستبدو وكأنها "تطفو" في الطبقة العليا من الواجهة.
ج. تطبيقات النظام والتطبيقات الأخرى: تجربة بصرية موحدة وجذابة:
سيمتد تأثير "الزجاج السائل" ليشمل أدق العناصر التي يتفاعل معها المستخدمون يوميًا. وستحصل تطبيقات النظام الأساسية مثل الكاميرا والصور والهاتف على تحديثات تصميمية كبيرة لتتماشى مع الفلسفة الجديدة.
"Liquid Glass" ليس فقط للآيفون: نظرة على توحيد التجربة البصرية عبر منظومة آبل
أحد الجوانب الأكثر أهمية هو أن هذا التصميم الطموح سيشمل جميع منصات آبل الرئيسية: iOS 26، و iPadOS 26، و macOS Tahoe 26، و watchOS 26، و tvOS 26. هذا يعني أن آبل تهدف إلى توحيد الهوية البصرية لأنظمة تشغيلها، مما يوفر تجربة مستخدم أكثر انسجامًا وتناغمًا عبر جميع أجهزتها.
ماذا يعني هذا للمطورين؟
لكي تنجح لغة تصميم جديدة بهذا الحجم، وفرت آبل مجموعة محدثة من واجهات برمجة التطبيقات (APIs) في أدوات التطوير الشهيرة مثل SwiftUI، ليتمكن المطورون من اعتماد تصميم "الزجاج السائل" بسهولة في تطبيقاتهم، مع تقديم نصائح وإرشادات لضمان أفضل تطبيق ممكن للتصميم الجديد.
متى يمكنك تجربة "Liquid Glass" بنفسك؟
الخلاصة: "Liquid Glass" – لمحة عن مستقبل تصميمات آبل المذهل
في الختام، يبدو أن "الزجاج السائل" ليس مجرد تحديث شكلي آخر لواجهة آيفون، بل هو إعادة تصور شاملة لكيفية تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم. إنه يعد بجعل التجربة اليومية أكثر جمالاً وحيوية وتفاعلية من أي وقت مضى.
الأمر المؤكد هو أن "الزجاج السائل" يمهد الطريق لتجارب جديدة في المستقبل، وقد يكون الأساس الذي ستبني عليه آبل الجيل القادم من تجارب المستخدم، والتي قد تكون أكثر ذكاءً وتكيفًا وتفاعلية.
والآن، نود أن نسمع رأيك! ما هي انطباعاتك الأولية عن تصميم "الزجاج السائل" او "Liquid Glass"؟ وهل أنت متحمس لتجربته؟ شاركنا آراءك وتوقعاتك في التعليقات.
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك اذا كان لديك اي سؤال وسيتم الرد في اسرع وقت